ايه يامه ؟؟

ايه يامه اللى حصل فيكى ؟ ليه يامه كل حاجة فيكى اتغيرت ؟ يامه مش عارفين نعيش فيكى خلاص . طيب نعمل ايه نسيبك يعنى بس هنروح فين يامه . هو احنا لينا غيرك برضه . يامه انتى عارفه اللى حاصل فيكى ؟ انتى حاسه بينا يامه ؟ حاسه بابنك المطحون يامه شوارعك عادت زحمة أووى - والله بجد يامه - معدش فيه هوا نضيف نتنفسه فيكى . يامه احنا مش عايشين خلاص عارفه يامه اللى بيتعب فينا بيعملوا فيه ايه ؟ بيموتوه والله يامه . بيودوه مستشفى حكومى يترمى على البلاط لما يموت والله يامه ما بفترى على حد بس هو ده اللى بيحصل عارفه يامه ان المياه فيكى ملوثة والله العظيم بتجيب فشل كلوى شوفتى الحال وصل لفين بعد مكنتى مشهورة بنيلك . عارفه يامه اننا مش لاقيين رغيف العيش؟ والله بجد احنا مش لاقيين قمح فى بلدنا عندنا أزمة يامه احنا خلاص انتهينا من زمان . - والله - عارفه يامه ان العيش بقوا يقفوا عليه طوابير والله بجد.طيب سمعتى ان فيه واحد من ولادك يامه اتقتل فى طابور علشان يجيب رغيف لعياله . يامه الحكاية مش أزمة عيش بس لا ده فى فيكى ازمة غاز كمان والله الحكاية يامه بقت صعبة أووى . فاكره يامه لما كان رمضان يجى ويقولوا شهر البركة والناس تاكل وكل حاجة متوفرة . يامه كيلو اللحمة بقى ب 60 جنيه يامه .الموظف يامه ميعرفش يعنى ايه لحمة . والله يامه ما يعرف . هو انتى يامه عارفه الكلام ده ولا انتى يامه نايمة ولا ايه ؟ والله يامه ساعات بيتهيألى انك لا سمح الله يعنى موتى والله بيجيلى احساس انك موتى من زمان . من ساعة ما الفقير بقى يبكى من الجوع ومحدش يحس بيه ولا يسأل عنه . من ساعة ما المريض بقى يترمى فى الشارع من غير علاج . من ساعة ما بقى أكلك مسرطن وهواك ملوث .اه يامه لو كان احساسى ده صح وانك موتى بجد هى دى الكارثة . أما لو نايمة يامه فاصحى والحقى العصابة اللى انتى سيباهم علينا يامه انتى مكنتى شلة حرامية مننا . ماسكينا سرقة ونهب يامه دول تقريبا ورثوكى مش عاملين حساب لحد بيقسموا فى خيرك بينهم واحنا ! احنا خلاص يامه بقينا خدم وعبيد فى البلد دى عارفه يامه العصابة دى مسلطه علينا شوية كلاب اه لو حد فتح بقوا واشتكى من الحال اه لوحد قال آه من الوجع اه لوحد اتألم مرة غصب عنه وصرخ تبقى وقعته سودة تتلم عليه الكلاب وتنهش من لحمه ممكن محدش عاد يعرف عنه حاجة بعدها وممكن برضه نلاقيه مرمى فى الشارع غرقان فى دمه ولو علّينا صوتنا كلنا وقلنا لاء كفاية كده ولا حد بيسمعنا كأننا مش موجودين أصلا . يامه احنا شوفنا العجايب . فى ناس من ولادك متنعمين فى خيرك واخدين كل حاجة واحنا يامه ضايعين فى أرضك مش لاقيين حاجة . يامه والله احنا تعبنا وقلنا نشتيكى لك يمكن يامه . يمكن يامه تصحى على صوتنا وتعرفى اننا محتاجينك أووى يامه . الظلم زاد فيكى أووى واحنا مش قادرين نواصل فيكى . فاكره يامه زمان لما كنتى أم الدنيا . دلوقتى يامه بناخد على دماغنا من كل الدنيا ومش قادرين نتكلم أو حتى نصرخ من الألم . فاكره يامه لما كان نيلك ملهم العشاق . يامه النهاردة احنا على وشك ان النيل يجف . هيبنوا السدود يامه والنيل هيقف مش يجيلنا . فاكره يامه لما كان لينا كلمه وسط الدول لما كن لينا دور مشهود بيه والكل عارف يعنى ايه مصر . كل ده يامه راح خلاص وبقينا مالناش فى وسط الدول كرامة ما خلاص بقى يامه انا مش قلتلك احنا ضعنا والسلام . طيب فاكره يامه لما كان يقولوا عليكى بلد الأمان . يامه خلاص معدش حد آمن على نفس فى بيته ماخلاص الحرامية فى كل مكان اتمليتى نصب وتزوير وتزييف . حتى المشاعر يامه الطيبة الابتسامة ضاعت من الوجوه عارفه يامه ولادك كلهم عندهم اكتئاب . بس احنا والله يامه مش زعلانين منك ماهو يامه برضه محدش بيزعل من أمه لو سبناكى يوم هنروح لمين غيرك . احنا بس يامه نفسنا تصحى شوية تشوفى حالنا وصل لفين ؟ تصحى تطمينينا انك عايشة . لسه عايشة ما موتيش ؟ اصحى يامه بقى ؟ اصحى يامه. يامه احنا ولادك بناديكى ولا انتى خلاص اتبريتى مننا .

بلا عنوان


وبلا مقدمة ,


لأنه لم يعد هناك وقت للمقدمات .. لم يعد هناك وقت للبلاغة فى الحديث .. ب لم يعد هناك وقت من الأساس للحديث


الوقت وقت العمل .. هنا ميدان العمل لا مجال فيه للبلاغة وحسن الصياغة

نقف اليوم على اعتاب مرحلة مهمة من تاريخ مصر – قد تكون كذلك – لأننا نحن من يصنعها . فقد تمر كغيرها ان لم نتغير نحن أولا


لكن لا مجال للشك أن مقومات التغيير أصبحت واضحة للقاصى والدانى لم يبقى سوى أن نستغل هذه الأمور

لدينا اليوم حراك سياسى يتمركز حول أهداف الى حد ما واضحة .. لدينا شبه توحد حول هذه الأهداف


فى نفس الوقت لدينا حراك شعبى من أجل مطالب حياتية كاضرابات العمال والموظفين من أجل رفع الأجور والمطالب الاجتماعية الاخرى .


وفوق ذلك لدينا شخصية تصلح للقيادة نستطيع ان نلتف حولها جميعا لتحقيق أهدافنا


وعلى الجانب الآخر لدينا نظام متهاوى فى الرمق الأخير وليس خافيا على رموزه هذا الأمر خصوصا وأن رمز هذا النظام وهو الرئيس


غير مستقر فى حالته الصحية مما يضفى على النظام بأكمله طبيعة غير مستقرة يشوبها مزيج من الحذر والتوجس


ولكن السؤال الآن هو كيف نستغل كل هذه الظروف لصالح احداث تغيير حقيقى ؟

- بداية دعونا نقول أنه لا تغيير يأتى بيد النخب التغيير يأتى من الجماهير . الجماهير هى التى تضغط على الأنظمة ولذا فان اى تحرك


لقوى المعارضه بعيدا عن القواعد الجماهيرية العادية لا يسمن ولا يغنى من جوع


لذا فلا بد من اجتذاب الجماهير لفكرة التغيير.. ولكن كيف ؟

لقد بدأت الجماهير فعلا التحرك ولكن من أجل القضايا الاجتماعية التى يحسونها من أجل الغلاء أو المرتبات أو غيرها


وعلى قوى المعارضة أن تستغل ذلك علينا أن نلتحم بهؤلاء ليجدونا معهم كتف بكتف فى مطالبهم


ثم لابد من اقناع الجماهير بارتباط المطالب الاجتماعية بالصلاح السياسى وكيف أن الاصلاح السياسى هو اساس الاصلاح الاجتماعى


والاقتصادى وغيره


اذا نجحنا فى اجتذاب الجماهير العريضة للمطالبة بالاصلاحات السياسية فان هذه هى الخطوة الاولى للاصلاح الحقيقى

- لابد لقوى المعارضة ان تلتحم كلها فى نسيج واحد متكاتف خلف راية واحدة مطالبة بمطالبها المشتركة – وهنا لا ندعوها للتخلى


عن مبادئها التى تختلف فيما بينها – لكن المطلوب هو التوحد خلف المبادئ المشتركة فلا أحد منا يختلف حول نزاهة الانتخابات


والديموقراطية رفع حالة الطوارئ وقد بدؤا فعلا فى ذلك لكن نريد أن تكون أكثر اثمارا وان يكون هذا الهيكل الذى يضم النسيج الوطنى ملزما


فى قرارته


اذا وصلنا الى هذه الحالة استطعنا ان نفرض ضغطا شعبيا كبيرا على الحكومة يجبرها -وليس يطلب منا – على الاستجابة لمطالب التغيير

وفى خلال ذلك لابد ان نحذر من الحديث عن خوض اى انتخابات قدتضفى على النظام شرعية ولكن لا بد من توفير المناخ الديموقراطى أولا


وأيضا لابد من عدم التفرع الى المطالب الفرعية فلدينا هدف نبيل وعظيم نسعى خلفه ونحاول تحقيقه

فمثلا من الوارد بل من الأكيد خلال الضغط الشعبى أن يحدث اعتقالات واسعة يجب ألا ننقاض خلف هدف الافراج عن المعتقلين ثم ننسى ان


لنا هدف أكبر


لأنه من الممكن أن نتحول الى هدف الافراج عن فلان أو علان ونبذل الجهد فتفرج الحكومة عنه بعد فترة فتهدأثورة المطالبين

بينما اذا ركزنا جهدنا فى المطالب الاصلاحية ونجحنا فى تحقيقها فانه بالضرورة سوف تؤدى الى الافراج عن المعتقلين


وفى النهاية يجب أن نعلم أن هناك تغييرا قادما لا محالة

لكنا نريده أن يكون للأفضل لا للأسوأ لذا نريد أن نعمل جاهدين على ذلك ..


هذه كانت رؤيتى التى قد تصيب وقد تخطئ والله أعلم


عمار... 9/5 /2010

مصر والجزائر والقدس





ينتظر المصريون مباراة مصر والجزائر بفارغ الصبر باعتبارها المباراة الفاصلة فى رحلة منتخب مصر للمونديال وتشتعل الحماسة للفوز


بهذه المباراة حتى اصبح هذا الحدث هو الأول فى احداث المصريين على الرغم انه سيتم فى 14 /11 أى بعد حوالى 20 يوم من الآن


فى نفس الوقت تتعرض مدينة القدس لحملة من قبل الصهاينة لتهويدها ويتعرض المسجد الأقصى لحملة من الحصار وقتل المرابطين فيه


يأتى هذا فى ظل سكوت مشين من قبل الشعوب العربية لا أحد يدرى لماذا !؟؟


ماذا أصاب الشعوب العربية ؟


لقد انطلقت الانتفاضة المباركة حين دخل شارون باحة المسجد الأقصى


واليوم اليهود يدنسون المسجد الأقصى يوميا ولا مغيث


اليوم اليهود يصرحون بهدم المسجد الأقصى ولا احد يتحرك


ماذا حدث؟؟


لقد طلبت احدى الجماعات اليهودية منذ أيام تفكيك المسجد الأقصى ونقله الى مكة بجوار الحرم


ماذا يحدث أيها الشباب؟


هل انتهى الأمر الى هنا؟؟


هل انتهت النخوة العربية والاخوة الاسلامية من بيننا؟؟؟


اننا نرى كل يوم المرابطين فى الأقصى وهم يواجهون قوات الاحتلال للدفاع عن المسجد


ويسقط منهم من يسقط


ويأسر من يؤسر


ولا أحد يتحرك من أجلهم


بل من أجل الأقصى من أجل معتقدنا


هل اعتدنا لون الدماء ؟


هل قست قلوبنا فهى كالحجارة؟؟


أم أنها أشد قسوة لأن من الحجارة لما يتشقق منه الماء؟؟؟


اننى حقيقة لا أدرى ماذا أصابنا ؟


ولكنى أدعو نفسى والجميع لأن نقف وقفة مع أنفسنا


ونصحح مواقفنا


لعلنا نعلم أن الأقصى


أولى القبلتين


الأقصى


ثالث الحرمين


الأقصى


مسرى الرسول


الأقصى معتقدنا


الأقصى فى خطر

يسقط الرئيس محمد حسنى مبارك

بداية أود أن اعتذر عن الخطأ الذى ارتكبته فى عنةاةن المقال وهو استخدامى لقب الرئيس حسنى مبارك لأن

مبارك ليس رئيسا لمصر

نعم فكلنا يعلم كيف جاء مبارك الى الحكم وكيف ينجح مبارك فى الانتخابا فهو بالتالى لا يمثل الشعب تمثيلا

شرعيا

يسقط مبارك الذى حكم مصر 28 عاما قضى فيها على اليابس والخضر

يسقط مبارك الذى ضيع دور مصر بعد ان كانت رائدة العروبة

يسقط مبارك الذى ضاعت فى عهده الحريات الى ابعد حد ممكن

يسقط مبارك الذىاهدر كامة المصريين فلم يبقى لهم حقوق فى مصر لا كرامة خارج مصر

نعم يسقط مبارك ونظامه

أهناك وضع أسوأ من الوضع الذى نعيشه الآن ؟

ماذا تفعل الحكومة فى مصر ؟

الاقتصاد مدمر بل اين هو القتصاد من أساسه ؟

ارتفاع فى الاسعار خسارة تلى خسارة الكل يشتكى ولا مجيب

التعليم ولا تسأل عن تعليم فى مصر فكلنا طلبة ونعلم ما معنى كلمة تعليم فى مصر وما معنى كلمة مدارس

لا مجانية .. وأية مجانية والطلاب يدفعون فى الدروس الخصوصية مايزيد عن مرتب الأب

مدارس غير مجهزة .. ومدرسين غير مؤهلين ... فأين التعليم ؟

أما عن الصحة فلن أتحدث ويكفيك أن تذهب الى أقرب مستششفى حكومى لترى مدى سوء المستشفيات الحكومية

وكذلك المستوى الأمنى .. فبالرغم من القبض الأمنية الا أن معدل الجريمة مرتفع ولا يخفى على أحد ذلك التدنى

الأخلاقى الغير مسبوق فى مجتمعاتنا

فمتى نستيقظ؟

ان المجتمع يتجه نحو الهاوية

ألم يأن أن يسقط هذا النظام ؟

فليسقط النظام الحاكم

وليسقط مبارك

ماذا نريد من الاخوان المسلمين ؟

ماذا نريد من الاخوان المسلمين ؟


بعد حملة الاعتقلات الأخيرة على جماعة الاخوان المسلمين والتى نالت من بعض أعضاء مكتب الارشاد وقيادات الوسط وأيضا عدد كبير من كوادرها لاحظت لهجة غريبة فى الصحف والمقالات التى أصبحت تنقض على الاخوان ليل نهار
اذا ما اعتقل الاخوان أصبحوا جماعة سجينة تهتم ببنائها ومصلحتها على حساب مصلحة الوطن
اذا ما تحرك الاخوان فى الشارع أصبحوا مواليين للخارج لايران أو ماس أو حزب الله
اذا مادخلوا الانتخابات وحصلوا على مقاعد اتهموا بعقد الصفقات مع النظام
والسؤال هو : ماذا نريد من الاخوان المسلمين ؟
الاخوان المسلمون هى من أكبر القوى السياسية على الساحة المصرية بل هى أكبر قوة سياسية فى مصر على الاطلاق ولا أحد ينكر ذلك وهذا يحملها بالتالى تبعات ومسؤليات تجاه الوطن
ولكن حتى نضع الأمور فى نصابها ماذا تستطيع ان تفعل جماعة الاخوان المسلمين فى ظل :
- نظام قمعى تعسفى مستبد لا يتردد فى استخدام أقسى الأساليب فى مواجهة أى أحد يقف فى وجهه
- قوى معارضة شبه ميتة بل هى ميتة لم تقف يوم تستنكر حملة اعتقالات للشرفاء من الاخوان أو محاكمة عسكرية للمدنيين ..اقتصر دورهم على الجلوس فى الصالونات الفكرية والندوات الثقافية
- شعب لم يعد يهتم سوى بلقمة العيش والسعى فى دوامة الحياة ...بل انه اتسم بالسلبية تجاه قضاياه

فما هو المطلوب من الاخوان المسلمين ؟
ان تنزل الجماعة الى الشارع تصطدم بالجهاز الأمنى لتسقط الدماء ويعتقل من يعتقل نيابة ً عن السادة أفراد المعارضة الذين قد يحزنوا قليلا على شهداء الاخوان فى المواجهات الأمنية وأيضا الذين قد يصفوهم بالارهاب فيما بعد
ان الاخوان المسلمين جماعة لها منهج ولها وسائل واستراتيجية تسير بها ولا ينبغى أن نحملها مسؤلية الدولة كلها ولا ينبغى أن نجلس فى مكاتبنا ننتقد أكبر جماعة تتعرض للقمع والتعسف من قبل الجهاز الأمنى
لأن هذا فى النهاية ليس فى مصلحة أحد لا الاخوان ولا الوطن .

مدد يا سيدى أوباما


أوباما ولى من أولياء الله الصالحين


أى والله ! شوفتوا ازاى


ده مش كلام


دى حقيقة ومش أنا اللى بقول كده


بصراحة أنا مكنتش عاوز اكتب فى الموضوع ده


لأنى بصراحة مش شايف فيه حاجة


ايه يعنى اوباما بيتكلم


وايه يعنى اختار مصرالمحروسة


الراجل رئيس أمريكا


والشعب الامريكى هو اللى اختاره


فضرورى يعمل لمصلحة أمريكا


أمال هيعمل لمصلحة بولاق الدكرور


نقوم احنا نصقفله ونهتفله


طيب نشوفه هيعمل ايه الأول !


المهم


نرجع لموضوعنا


بعد خطاب أوباما التاريخى


وفى خطبة الجمعة بمسجد الحصرى بمدينة 6 أكتوبر


وقف الخطيب معلقا وقال


ان أوباما اما أن يكون نبيا أو وليا من أولياء الله الصالحين


وهو بالطبع ليس ولى ولكنه أكيد ولى من أولياء الله الصالحين


وأضاف بأن أوباما هو ذى القرنين هذا الزمان


ثم توج الخطبه بأن دعا له أن يبارك فيه الله


شوفتم بقى خيبتنا وصلت لفين


مجرد رجل طلع اتكلم كلمتين


بقى خلاص ولى من أولياء الله الصالحين


ومدد يا سيدى أوباما



تحياتى ...

ذكريات طفلة من غزة


كان يوما عاديا لم يختلف كثيرا عن غيره خرجت الى مدرستى كأى يوم آخر لم أكن أعرف


وأنا أسير الى مدرستى أن هذا اليوم سيختلف كثيرا

عن الأيام التى سبقت لم أكن أعرف أن اليوم سيشهد بداية لمجزرة لم يسبق لها مثيل .

كنت فى حصة الرسم وطلبت منا المعلمة أن نرسم حلمنا فى الحياة

أخذت أرسم أملى فى حياة كريمة كباقى أطفال العالم ...
أملى أن أرى وطنى بلا محتل ...
أملى فى .....

لم أكمل آمالى ...

فقد سمعنا أصوات الانفجارات التى أبت حتى أن نحلم

كانت الأصوات مدوية
و

الضرب فى كل مكان

وكانت الصدمة عنيفة

رأيت الجميع يجرى بلا نظام

كانت زميلاتى يجرين هنا وهناك وأصوات الانفجارات تزداد وكأنها تلاحقنا

نزلنا من مبنى المدرسة الى الفناء لا نستطيع أن نفسر ما يحدث

لا نستطيع أن نتصرف
لا

نستطيع حتى أن نبكى

وهاهى الطائرات تقترب وتقترب لقد أصبحت فوقنا

انها تقصف أجزاء من المدرسة ... ها هو مبنى المدرسة ينهار

وها أنا أسمع صرخات زميلاتى ... نظرت إلى جوارى انهن يتساقطن

البعض يصاب بشظايا ... يسقطن جرحى ... بل قتلى

نجرى جميعا لا ندرى أين نذهب ولكننا نجرى أخذت أجرى ناحية بيتى بالفطرة حيث

موضع الآمان .. أخذت أجرى والشهداء يسقطون من حولى ..

ما ذنب هؤلاء ؟

أخيرا وصلت الى المنزل ..

لأجده مجرد حطام ..فلم يكن ليسلم من القصف

تذكرت كيف بناه أبى وكيف اسشهد على أعتابه حينما أراد اليهود طردنا منه فرفض ودفع


ثمن ذلك غاليا من دمائه

كان دائما يقول بأن الحياة لا ثمن لها ان لم تكن فى عزة وكرامة

وجدت أمى أمام المنزل وقد حملتنى سريعا وجرت بى ..

زهلت من الموقف لم أستطع حتى أن أسئلها عما حدث ..

جرينا كثيرا وابتعدنا عن منطقة القصف جلست أمى الى جانب أحد الشوارع

ولم نكن ندرى أن القطاع كله منطقة مباحة للارهاب الصهيونى !

سألت أمى : ما هذا ؟ ولماذا يقصفوننا ؟

جاوبتنى وقالت : يريدون منع المقاومة من اطلاق الصواريخ

- صواريخ ... أية صواريخ ؟! وهل فى بيتنا صواريخ حتى يهدموه

أم أنها فى المدرسة

وهل زميلاتى هن من يطلقن الصواريخ ؟؟

ثم ألم يقولوا سابقا بأنها صواريخ عبثية !

فهل يواجه العبث بكل هه الترسانة !!

كل هذه الاسئلة دارت برأسى ولم أجد لها أجوبة

كنا قد أوشكنا على المغرب

وكان القصف قد هدأ قليلا

أخذتنى أمى من يدى الى حيث بقايا منزلنا لنتفقده ووصلنا وقفنا أمامه

جلسنا الى جواره رأيت الدمع فى عينى أمى

ولكنها نظرت الى وتبسمت كانت ترانى طفلة

ولكن أية طفلة طفلة فى وطن لم لا مكان فيه للعب ...

طفلة تحيا تحت القصف والنار ..

لقد قتلت الطفولة فى وطنى

أمى لا تتكلفى التبسم ..
أمى

أرى الغضب فى عينيك ..
أمى

أرى الحزن فى وجهك ...
أمى

أرى المرارة تعتصر قلبك ..

ضمتنى اليها أرادتنى أن أنام ولكن أى نوم ؟

أنوم تحت أزيز الطائرات ؟

أنوم فى العراء ؟

وفجاءة تجدد القصف ..
وهنا

جرى الجميع فى زعر مرة أخرى

لم أجد أمى افترقنا عن بعضنا

أصبحت وحيدة

تحت قصف عدو لا يرحم ضعف طفلة صغيرة

أخذت أجرى هاربة من النيران

لم أكن أملك غير الجرى ..
ابتعدت الطائرات بعد أن أصابت ما أصابت
وبعد

أن أوقعت من الشهداء والجرحى عدد لا بأس به

لم أكن أدرى أين أمى ؟

أخذت أبحث فى الوجوه عنها ولكن هيهات لم أجدها

تعبت من البحث جلست الى جوار ركام أحد المنازل

وماذا تبقى فى وطنى غير الركام ؟؟!!

رأيت الجثث تملأه

ولكن وفى وسط

عشرات الجثث وجدت جثة أمى

نعم انها هى ...

قد غطاه التراب ..

أمى قتلوكى ....

لم يرحموا ضعفك ...
أمى هل أنت ممن يطلقون الصواريخ ..

لماذا قتلوكى اذا ؟؟

اليوم قد قتلوكى أمى .. وبالامس قتلوا أبى

قتلوا أهلى جميعا ... وقتلوا أصحابى وجيرانى

هدموا منزلنا .. وهدموا مدرستى .. بل هدموا وطنى

ولكنهم لن يهدموا الامل فى نفسى
لن يهدموا أملى فى الحياة الكريمة
لن

يهدموا أملى فى أن أرى وطنى حرا
لن

يهدموا أملى فى أن أرى وطنى بلا محتل

سأرى وطنى بلا محتل...

سنحرر وطننا

ولا بد أننا سندفع ثمن ذلك

ليكن الثمن من دمائنا

لتكن دمائنا ثمن تحرير أوطاننا

ولكننا سنحرر أوطاننا

وسيبقى أملنا .