بلا عنوان


وبلا مقدمة ,


لأنه لم يعد هناك وقت للمقدمات .. لم يعد هناك وقت للبلاغة فى الحديث .. ب لم يعد هناك وقت من الأساس للحديث


الوقت وقت العمل .. هنا ميدان العمل لا مجال فيه للبلاغة وحسن الصياغة

نقف اليوم على اعتاب مرحلة مهمة من تاريخ مصر – قد تكون كذلك – لأننا نحن من يصنعها . فقد تمر كغيرها ان لم نتغير نحن أولا


لكن لا مجال للشك أن مقومات التغيير أصبحت واضحة للقاصى والدانى لم يبقى سوى أن نستغل هذه الأمور

لدينا اليوم حراك سياسى يتمركز حول أهداف الى حد ما واضحة .. لدينا شبه توحد حول هذه الأهداف


فى نفس الوقت لدينا حراك شعبى من أجل مطالب حياتية كاضرابات العمال والموظفين من أجل رفع الأجور والمطالب الاجتماعية الاخرى .


وفوق ذلك لدينا شخصية تصلح للقيادة نستطيع ان نلتف حولها جميعا لتحقيق أهدافنا


وعلى الجانب الآخر لدينا نظام متهاوى فى الرمق الأخير وليس خافيا على رموزه هذا الأمر خصوصا وأن رمز هذا النظام وهو الرئيس


غير مستقر فى حالته الصحية مما يضفى على النظام بأكمله طبيعة غير مستقرة يشوبها مزيج من الحذر والتوجس


ولكن السؤال الآن هو كيف نستغل كل هذه الظروف لصالح احداث تغيير حقيقى ؟

- بداية دعونا نقول أنه لا تغيير يأتى بيد النخب التغيير يأتى من الجماهير . الجماهير هى التى تضغط على الأنظمة ولذا فان اى تحرك


لقوى المعارضه بعيدا عن القواعد الجماهيرية العادية لا يسمن ولا يغنى من جوع


لذا فلا بد من اجتذاب الجماهير لفكرة التغيير.. ولكن كيف ؟

لقد بدأت الجماهير فعلا التحرك ولكن من أجل القضايا الاجتماعية التى يحسونها من أجل الغلاء أو المرتبات أو غيرها


وعلى قوى المعارضة أن تستغل ذلك علينا أن نلتحم بهؤلاء ليجدونا معهم كتف بكتف فى مطالبهم


ثم لابد من اقناع الجماهير بارتباط المطالب الاجتماعية بالصلاح السياسى وكيف أن الاصلاح السياسى هو اساس الاصلاح الاجتماعى


والاقتصادى وغيره


اذا نجحنا فى اجتذاب الجماهير العريضة للمطالبة بالاصلاحات السياسية فان هذه هى الخطوة الاولى للاصلاح الحقيقى

- لابد لقوى المعارضة ان تلتحم كلها فى نسيج واحد متكاتف خلف راية واحدة مطالبة بمطالبها المشتركة – وهنا لا ندعوها للتخلى


عن مبادئها التى تختلف فيما بينها – لكن المطلوب هو التوحد خلف المبادئ المشتركة فلا أحد منا يختلف حول نزاهة الانتخابات


والديموقراطية رفع حالة الطوارئ وقد بدؤا فعلا فى ذلك لكن نريد أن تكون أكثر اثمارا وان يكون هذا الهيكل الذى يضم النسيج الوطنى ملزما


فى قرارته


اذا وصلنا الى هذه الحالة استطعنا ان نفرض ضغطا شعبيا كبيرا على الحكومة يجبرها -وليس يطلب منا – على الاستجابة لمطالب التغيير

وفى خلال ذلك لابد ان نحذر من الحديث عن خوض اى انتخابات قدتضفى على النظام شرعية ولكن لا بد من توفير المناخ الديموقراطى أولا


وأيضا لابد من عدم التفرع الى المطالب الفرعية فلدينا هدف نبيل وعظيم نسعى خلفه ونحاول تحقيقه

فمثلا من الوارد بل من الأكيد خلال الضغط الشعبى أن يحدث اعتقالات واسعة يجب ألا ننقاض خلف هدف الافراج عن المعتقلين ثم ننسى ان


لنا هدف أكبر


لأنه من الممكن أن نتحول الى هدف الافراج عن فلان أو علان ونبذل الجهد فتفرج الحكومة عنه بعد فترة فتهدأثورة المطالبين

بينما اذا ركزنا جهدنا فى المطالب الاصلاحية ونجحنا فى تحقيقها فانه بالضرورة سوف تؤدى الى الافراج عن المعتقلين


وفى النهاية يجب أن نعلم أن هناك تغييرا قادما لا محالة

لكنا نريده أن يكون للأفضل لا للأسوأ لذا نريد أن نعمل جاهدين على ذلك ..


هذه كانت رؤيتى التى قد تصيب وقد تخطئ والله أعلم


عمار... 9/5 /2010