قصة الرجل الذئب !!!

استيقظ فى منتصف الليل على هذا الصوت الذى شق سكون الليل ، لم يكن يعرف مصدره ،

كان صوت صراخ عالى ، استيقظ مذهولا ولكنه فوجئ بملامح من فى البيت عادية كمن

اعتاد حدوث ذلك .

همّوا أن يعودوا إلى نومهم ولكنه همّ أن يخرج ليرى ما حدث فمنعوه من ذلك هدده صديقه

قائلا لا تفعل ، تسائل متعجبا : لماذا ؟؟ وما هذا الصوت. قال له :انه الرجل الذئب .

- الرجل الذئب ؟؟ماذا يعنى هذا ؟ وما الرجل الذئب ؟

رد عليه صديقه قائلا :إنها قصة طويلة سوف أحكيها لك فى الصباح هيا ننام الآن.

دخل إلى غرفة النوم ولكن الفتى لم تغفل عينيه ظل يفكر فى الرجل الذئب وكيف يكون شكله

؟ وهل من المعقول أن يكون هناك رجل ذئب حقيقي ؟ حتى لو وجد ألا يستطيع سكان القرية

أن يقاوموه ؟ كيف يتركونه يأكل منهم من يأكل ثم يخرج هكذا وأهل القرية كثيرون؟

أخذ يتذكر كيف أتى إلى هذا القرية مع صديقه الذى تعرف عليه فى الجامعة وكان بالفعل

خير الصديق وقف معه فى محنته بعد غرق والديه فى العبارة .

وفى الصباح التالى استيقظ صديقه واستيقظ أهل البيت وتوضأ وصلى الصبح ثم تناول

الفطور وخرج مع صديقه ،وسأل صديقه عما حدث ليلة أمس

قال صديقه : سوف أحكى لك القصة من البداية لقد جاء الرجل الذئب إلى هذه القرية منذ

زمن واستولى على قطعة ارض على أطرافها وقتل صاحبها ومن يومها ينزل إلى القرية

كل ليلة يقتل ويسلب ثم يعود ....

قال الفتى : ماذا ؟؟ يقتل ويسلب ثم يعود كيف ذلك ؟ وأين أهل القرية كيف يحدث ذلك ؟

ولماذا لا يواجهونه ألا يستطيعون أن يقفوا فى وجهه وهم كثيرون ؟

- أهل القرية !! إنهم منشغلون بمصالحهم كل منهم يريد مصلحته فقط طالما أنه آمن .

- وكيف يكونوا أمنيين ربما يكون الدور اليوم على أحدهم وغدا على الآخر ألا يدرون

ذلك ؟

- لقد سيطر الخوف عليهم فعميت قلوبهم .

قال الفتى :لقد كنت أظن أن الرجل الذئب خيالا !!

رد صديقه : إن الرجل الذئب الذى أحكى عنه هو إنسانا عاديا ولكن لقب الذئب هذا قد أطلق

عليه لفظائعه التى يرتكبها.

الفتى : حقا . لقد فهمت ، ولكن لا يمكن السكوت عن هذا الحال

رد صديقه : وماذا سنفعل ؟

الفتى : لا بد من أن أقابل أهل هذه القرية .

ومن يومها أخذ الفتى يدور على بيوتهم ويحدثهم ويحثهم على الشجاعة وعدم الرهبة فهم

كثيرون وهو وحده ويذكرهم بأنهم إن سكتوا عنه فسوف يلقون نفس المصير وهو القتل ....

ولكن

لا فائدة مازال أهل القرية فى خوفهم ومازال القتل مستمر .

ملّ الفتى من إسداء النصح لأهل القرية وهم لا يستجيبون فقرر أن يرحل وجمع حاجاته

ليعود إلى القاهرة وركب أول قطار متجه إلى القاهرة وقبل أن يتحرك القطار سمع صوتا

الصراخ يدوى .........

استيقظ من نومه مفزوعا فى شقته فى القاهرة فقد كان يحلم جلس قليلا حتى هدأ ثم قام وبعد

أن توضأ وصلى وتناول فطوره نزل إلى عمله أخذ يسير فى الشوارع ينظر إلى وجوه الناس

تذكر كيف ترتفع الأسعار تذكر مدى الظلم الواقع عليهم وتذكر كيف أنهم هم السبب فى هذا

الظلم لأنهم يسكتون عنه .

تذكر كل هذا وتذكر أهل القرية والرجل الذئب فعلا لا فرق

فالظلم هو الظلم

والمظلومين هم المظلومين لا يتغيرون دائما يتصفون بالسلبية

يتنازلون عن حقوقهم

يتسمون بالسذاجة ويسمونها طيبة

فحتى متى هذا الذل....

وحتى متى هذا الطغيان .

تحياتى ,